غزة – اختتم برنامج إرادة للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة المرحلة الأولى من مشروع “تحسين فرص تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة” الممول من هيئة الأعمال الخيرية –بريطانيا.  واستهدف المشروع 85 شخصاً من ذوي الإعاقة تم تأهيلهم لسوق العمل من خلال التدريب المهني في عدة تخصصات شملت الحفر على الخشب اليدوي وتنجيد الأثاث وتجليد الكتب والنجارة وصناعة منتجات الألمنيوم ودهان الأثاث.

وقد كان للتدريب أثر إيجابي على المستفيدين حيث ساهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم، وتطوير مهاراتهم العملية، وتحسين علاقاتهم الاجتماعية، وفتح أمامهم آفاق جديدة للعمل. ومن جانب آخر فقد كان تميز ونجاح المستفيدين في التدريب اثبات لقدرة الأشخاص ذوي الإعاقة ورغبتهم بأن يكونوا كوادر منتجة ويشاركوا بفاعلية في المجتمع.

وعن آراء المستفيدين في التدريب يقول وجدي أبو تيم أحد الخريجين من ورشة نجارة الأثاث، والذي يعاني من قصر وتهشم في عظام قدمه اليسرى: “التحقت ببرنامج إرادة حتى أتعلم مهنة تؤهلني للعمل وتكون منقذاً لي من معاناتي بسبب البيع على عربة الخروب، تدربت بورشة النجارة ، تعلمت صناعة الأثاث بمختلف أشكاله من خزانات وأسرة وطاولات وغيره” ، و عند سؤاله عن حلمه بعد أن أنهى التدريب في برنامج إرادة يقول وجدي: ” أحلم بأن أتحرر من العمل على عربة الخروب، ويكون عندي ورشة خاصة بالنجارة، أبدع فيها وأعيل نفسي وأهلي من العمل فيها”.

أما محمد اللولحي الذي تعرض لبتر في قدمه اليسرى وقطع في أعصاب يده اليمنى، فقد بدت السعادة ظاهرة على وجهه حيث يقول: “تدربت في مجال دهان الأثاث، كونت الصداقات وتحسنت علاقاتي الاجتماعية، أصبح لي عائلة جديدة تشاركني إعاقتي وفرحي وحزني”

من جانبها تقول رجاء حمد من ذوات الإعاقة السمعية: “عندما سمعت عن برنامج إرادة، تقدمت للبرنامج وتم قبولي، فشعرت بالسعادة. تدربت بورشة الحفر على الخشب اليدوي، تعلمت صناعة الصواني الخشبية والآركيت اليدوي، وعمل علب الشوكولاتة والمتكات والاطارات الخشبية للمرايا، وتشطيب هدايا التطريز.” وتستكمل حديثها: “في كل مرة أنتج فيها شيء أشعر بالسعادة والفرحة، أحس بالإنجاز وبأني قادرة على فعل أشياء لم أتوقعها، كما أني وجدت ذاتي في هذا العمل، شعرت بالراحة والاطمئنان، فكلنا سواسية لا يميز أحد عن أحد.”

وجدي ومحمد ورجاء وغيرهم من ذوي الإعاقة المميزين هم أصوات تعلو لتخبر العالم بأن لهم الحق بالتأهيل والتدريب ولهم الحق في العمل اللائق، ودور الجهات المختصة بقضايا ذوي الإعاقة تسليط الضوء على نجاحهم وتوفير البيئة الممكنة لهم ليستطيعوا تحقيق أحلامهم، والعيش حياة كريمة هم وأسرهم.