فاتن ورجائي،،، كلاهما لم ينتبه لقدومنا ودخولنا الورشة، فقد كان كل منهما منشغل بعمله وانجازه داخل ورشة برنامج إرادة للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة.
فاتن من سكان بلدة بيت حانون تعرضت بيوت عائلتها للدمار في الحروب الثلاثة على غزة وفقدت ست أفراد من عائلتها، تعاني من إعاقة سمعية حالها كثلاثة من إخوتها، لكنّ تلك الإعاقة وتلك المحن لم تمنعها أبداً من تحدي الإعاقة والظروف والإصرار على تحقيق حلمها.
تستيقظ فاتن كل يوم مع ساعات الصباح الأولى متوجهة إلى ورشة التدريب على الحرق والحفر اليدوي على الخشب، فهي مولعة بهذا الفن الذي يناسب اهتمامها ومهارتها، تشعر بالفرح والسرور وهي تقدم لنفسها ولمجتمعها خدمة وتسير على طريق تحقيق حلمها بإنشاء ورشة خاصة تكون مصدر دخل لها ولأفراد عائلتها.
أما رجائي أحمد شاهين المتزوج والأب لثلاثة أطفال فقط تجاذب معنا أطراف الحديث وعبر لنا عن شعوره وأمنياته، يقول رجائي موجهاً رسالته للمجتمع “أتمنى أن تتغير نظرة المجتمع السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وأتمنى أن تعمل جهات الاختصاص لسن القوانين وتطبيق الأنظمة التي تحقق لذوي الإعاقة حياة كريمة يندمجون خلالها مع المجتمع ويحصلون على حقهم في التعليم وفرص العمل وغيرها من الخدمات ومراكز المجتمع المدني.
ولم يخفى رجائي سعادته ببرنامج إرادة وهذه الفرصة الرائعة للدمج في المجتمع ولم يخفى كذلك حلمه في أن تتيح الظروف القادمة افتتاح ورشة خاصة به يستطيع من خلالها أن يعيل أسرته ويحقق له ولزوجته وأطفاله الحياة الكريمة التي يحلمون بها ويتمنونها.
وفقاً لتقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، بلغ نحو 113 ألف شخص، أما في قطاع غزة، فيبلغ عددهم نحو 38 ألفاً، أي ما نسبته 2.4% من السكان، 20 ألفاً من الذكور، و18 ألفاً من الإناث، وذلك وفقاً لنتائج تعداد ذوي الإعاقة في قطاع غزة للعام 2011. ويشير التقرير إلى أن الإعاقة الحركية تعد الأكثر انتشاراً بين الأفراد ذوي الإعاقة، حيث بلغ إجمالي الأفراد ذوي الإعاقة في فلسطين والذين يعانون من إعاقات حركية حوالي 48.4%؛ 49.5% في الضفة الغربية مقابل 47.2% في قطاع غزة.
ويسجل في قطاع غزة خمس إعاقات رئيسة هي (الإعاقة البصرية والحركية والسمعية والتذكّر والتركيز بالإضافة إلى البطء في التعلّم).
وجدير بالذكر أنّ برنامج إرادة في العام 2016 بدأ بتدريب مجموعة جديدة من الأشخاص ذوي الإعاقة تضم 135 متدرب ومتدربة من ذوي الإعاقة الحركية والبصرية الجزئي وذوي الإعاقة السمعية ضمن مشروعين يتم تنفيذهم بتمويل كريم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وهيئة الأعمال الخيرية – بريطانيا، وذلك بعد نجاحه خلال 4 سنوات من الانطلاق بتخريج ما يزيد عن 700 شخص من ذوي الإعاقة في تخصصات حرفية وأكاديمية مختلفة إضافة لتشغيل عدد كبير منهم وتمويل إنشاء مشاريع صغيرة لمجموعة من الخريجين. وقد كانت لمشاريع ارادة أثر ايجابي في تحسين الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص ذوي الإعاقة.