لم يرضخ الخريج في مركز إرادة علي ناصر يومًا لخطأ طبي من طبيبٍ أساء التعامل معه يوم ميلاده، فصاحب الخلع بمفصل كتف يده اليسرى لم يستسلم أمام ما أصابه قسرًا، قرر التغلّب والتفوق على وحش الإصابة، فكان المنتج المتفوق الشغوف بعمله.
الخريج ناصر (29) ربيعًا والد لطفلٍ يحلم أن يصبح مستقبلًا امتدادً لوالده، فيأمل أن يدرس طفله الهندسة الكهربائية ليساعده في مجال عمله ويكمل مسير أبيه العملي.
يقطن المتدرب ناصر وعائلته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفيما يخص تدريبه داخل مركز إرادة يقول: “التحقت بتخصص تمديدات كهربائية منزلية بمركز إرادة عن طريق وزارة العمل”.
والجدير ذكره أن تخصص التمديدات الكهربائية المنزلية هو ضمن مشروع التدريب المهني للأفراد ذوي الإصابات المسببة الإعاقة في قطاع غزة بتمويل من مؤسسة التعاون في مركز إرادة للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة التابع لعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية.
وكان لنصائح والده دور كبير في تحديد مجال عمله، فما فتئ لحظة إلّا وقّدم له الدعم لمواجهة اعاقته وتخطيها، فيقول: “دعمني والدي قبل رحيله بأن أكمل مسيرتي العملية وأزيد من مستوى خبرتي في مجال تمديدات الكهرباء المنزلية حتى برعت في هذا المجال، وأصبحت أتقن أدق دهاليزها”.
ويتابع: “تعلّمت في مركز إرادة كيفية تأسيس الكهرباء داخل المنازل، وتأسيس الكهرباء في سقف البيت، وتأسيس علب التجميع وعلب المفاتيح، وخطي الفكسل والجكر، وغيرها من مهارات الكهرباء.
ونظرًا لاختلاطه بعدد أكبر من الأصدقاء والمتدربين وزملاء المهنة في مركز إرادة، أصبحت العلاقات الاجتماعية لديه أكثر اتساعًا، الأمر الذي زاده ارتياحًا على الصعيد النفسي.
ويوضح الخريج الذي تخرّج أخيرًا وكوكبة من زملائه من المشروع ليصبح أكثر جهوزية للعمل أنه يمتلك مهارات عالية وخبرة كافية في مجال كهرباء المنازل يمكنه من امتلاك مشروعه الخاص في هذا المجال.
ولم ينسَ الخريج ناصر أن ينسب الفضلَ لأهله، فوجّه كلمة شكر وتقدير لمركز إرادة والقائمين عليه، ولمؤسسة التعاون على ما قدّمته لمتدربيها من تدريب وفرص عمل.
