+97082641421

ثقة عالية بالنفس وإصرار على النجاح

img_7815 img_7818

 

لم تحرمه إعاقته من إكمال تعليمه حتى وصل إلى المرحلة الجامعية،قرر أن يطفو فوق آلام الإعاقة، وتجاوز العديد من العراقيل، وانتقل من حلم إلى حلم ومن أمل تحقق إلى آخر جديد يصبو إليه.

عبد القادر بكر شاب فلسطيني يبلغ من العمر اثنين وعشرين ربيعاً، يعاني عبد القادر من عيب خلقي سبب إعاقة حركية في قدمه اليمنى، إلا إن إعاقة عبد القادر لم تشكل عائقاً أمام تحقيق أحلامه، حيث واصل تعليمه الجامعي وتخرج من كلية العلوم الزراعية بجامعة الأزهر، ولكن كغيره من الخريجين اصطدم بالواقع المرير وقلة فرص العمل المتوفرة، الفرق بأن عبد القادر لم يستسلم ولم تتوقف طموحاته عند ذلك الحد بل وضع نصب عينيه هدف آخر وسعى لتحقيقه. يقول عبد القادر: “عندما تخرجت من الجامعة لم أجد أي فرصة عمل في مجال تخصصي الجامعي بالإضافة إلى أن إعاقتي كانت تقف عائقاً أمام قبولي للوظيفة، فالتحقت ببرنامج إرادة ذلك المكان الذي وجدت فيه نفسي، أردت أن أتعلم حرفة تؤهلني لدخول سوق العمل وتكون مصدر رزق لي ولعائلتي مستقبلاً”

فرصة أتيحت لعبد القادر للتدريب ضمن مشروع “خلق فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة” الذي ينفذه برنامج إرادة بتمويل من صندوق الأوبك للتنمية الدولية وبإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ، تولد معها بصيص أمل في مستقبل أفضل. حيث يستكمل عبد القادر قوله عن تجربته: ” التحقت بالبرنامج واخترت حرفة تنجيد الكنب ادراكاً مني بأني سأبدع فيها وأنها أكثر ملائمة لطبيعة إعاقتي، بالإضافة إلا أني شاب متعلم وأن هذه الحرفة فيها جانب علمي كبير فهي تعتمد على الحساب والقياسات. بدأت التدريب وتعرفت على أنواع الكنب والمواد والأدوات المستخدمة فيه، كما تعرفت على القياسات وكيفية قص وتجميع الخشب وخياطة القماش وصولاً إلى عملية التجهيز والتشطيب”.

لم يقتصر نجاح عبد القادر داخل ورشة التدريب فقط بل أصبح لديه علاقات جيدة مع المشغلين في هذا المجال، وبفضل ثقته العالية بنفسه، وإرادته القوية واصراره على النجاح تمكن عبد القادر قبل تخرجه من العمل في مجال تنجيد الكنب لدى ورشة خاصة، وأصبح يعتمد عليه صاحب العمل في تنفيذ منتجات زبائنه مشيداً بجودة انتاجه.

التدريب المهني كان الخطوة الأولى لعبد القادر اتجاه حلم جديد، ساعده التدريب على اكتساب المهارات العملية لمهنة تنجيد الكنب وأصبح مؤهلاً لسوق العمل، وكبر معه الأمل بأن يصبح في المستقبل القريب صاحب عمل خاص، فعند سؤاله عن طموحاته قال عبد القادر: “أنا الآن أطمح بأن يكون لي ورشة خاصة أعمل فيها وأبدع في مجال تنجيد الكنب”.

عبد القادر بكر لم يأخذ بيد نفسه، بل انتصر لذوي الاعاقة. فقد استطاع تغيير النظرة السلبية اتجاه إنتاجية الأشخاص ذوي الإعاقة، وأثبت بأنهم قادرين على العمل وأنه سيكون لهم دور فعال في المجتمع في حال توفرت لهم البيئة الممكنة التي تساعدهم في حصولهم على حقهم بالتعليم والتأهيل والعمل.