+97082641421

حلم بمستقبل أفضل بدأ يتحقق

img_7769  img_7776

 

يروي ظمأ غيره ولا يجد من يروي ظمأه، يدفع بعربة الخروب الصغيرة لمسافات طويلة، يتجول هنا وهناك باحثاً عن مشتر، ضاقت عليه الحياة بما رحبت فلجأ إلى عربة الخروب هذه راجياً الخلاص، هو وجدي حسن أبو تيم شاب فلسطيني يبلغ من العمر إثنين وعشرين ربيعاً، يعاني من قصر وتهشم في عظام القدم اليسرى نتيجة تعرضه لحادث مما أدى لإصابته بإعاقة حركية، توقف عن الدراسة في المرحلة الإعدادية لكثرة سفره للعلاج في الخارج، عندما أراد العمل لم يجد خيارا أمامه سوى عربة الخروب ليتغلب على الفقر ويتمكن من إعالة نفسه وأهله، يقول وجدي :” نفسي أتحرر من بسطة الخروب” عبارة وجدي هذه أثارت فضولي فسألته عن السبب فقال:” تجهيز العربة يستغرق الكثير من الوقت ودفع العربة يتطلب الكثير من الجهد، وهذا يرهقني ويزيد من معاناتي بسبب الإعاقة، ونفسي بشغل أفضل ألاقي نفسي فيه” .

أمل وجدي بعمل أفضل كان حافزاً له للتسجيل في تدريب نجارة الأثاث في برنامج إرادة ضمن مشروع “تحسين فرص تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة” الذي ينفذ بتمويل من هيئة الأعمال الخيرية- بريطانيا. تميز وجدي في مجال النجارة واكتسب المهارات التي تؤهله للعمل. يقول وجدي: “التحقت ببرنامج إرادة حتى أتعلم مهنة تؤهلني للعمل وتكون منقذاً لي من معاناتي بسبب البيع على عربة الخروب، تدربت بورشة النجارة، تعرفت على أنواع الأخشاب والآلات وكيف استخدمها، تعلمت صناعة الأثاث بمختلف أشكاله من خزانات وأسرة وطاولات وغيره”. وبسعادة واضحة بدت على وجهه يستكمل وجدي حديثه: “في كل مرة أنجز فيها منتج أشعر بالسعادة والفرحة، وتزداد ثقتي بنفسي”.

إرادة وجدي القوية وإصراره على تعلم المهنة جعله لا يكتفي بالتدريب في إرادة فقط بل بدء التشبيك مع ورشة خاصة في مجال النجارة في مكان سكنه، وأصبح يلتزم بالدوام في هذه الورشة ثلاثة أيام بالأسبوع، وهذا ساعد وجدي ليكتسب مزيداً من الخبرة، ويكون له علاقات طيبة تفتح له أفق عمل جديد يتناسب مع رغبته وطموحاته. بكل ثقة يسعى وجدي ويبذل ما يستطيع ليتمكن من تحقيق هدف جديد أصبح يصبو إليه وهو أن يكون له ورشته الخاصة التي يعمل بها وتساعده ليصبح منتجاً ومستقلاً مالياً، قادراً على تلبية احتياجات أسرته، فعند سؤاله عن أحلامه يقول وجدي: ” أحلم بأن أتحرر من العمل على عربة الخروب، ويكون عندي ورشة خاصة بالنجارة، أبدع فيها وأعيل نفسي وأهلي من العمل فيها”.

وجدي وغيره من ذوي الإعاقة المميزين هم أصوات تعلو لتخبر العالم بأن لهم الحق بالتأهيل والتدريب ولهم الحق في العمل اللائق، ودور الجهات المختصة بقضايا ذوي الإعاقة تسليط الضوء على نجاحهم وتوفير البيئة الممكنة لهم ليستطيعوا تحقيق أحلامهم، والعيش حياة كريمة هم وأسرهم.