عندما تنظر للأخشاب الصلبة بين يديه فإنها تبدو أكثر ليونة فهي تطاوع أفكاره لتشكل عملاً إبداعياً وفناً راقياً.

تسع سنوات مضت من حياة خليل سرور 25 عاما بعد تعرضه لإصابة في فخذه الأيمن حالت دون مقدرته على القيام بالأعمال الشاقة. تخرج خليل من كلية التربية وما لبث أن التحق بركب الخريجين العاطلين عن العمل فلم يستسغ وضعه طالما أنه يمتلك الموهبة في الرسم والخط, فقرر استثمار ما عنده ليلتحق بالدفعة الأولى لمشروع إرادة منذ باكورة إنشائه. ويتابع:” اهتمت إرادة بتحسين ظروفنا النفسية والمعنوية لنتأقلم مع الإصابة, فعقدت لنا لقاءات الدعم والإرشاد النفسي وخلال فترة التدريب اخترت مجال الحفر والحرق على الخشب الذي يتناسب مع وضعي الصحي”.

تمكن خليل من تطوير موهبته بالممارسة والعمل الدؤوب واكتسب الخبرات التي أهلته ليعمل مدة عام في المشروع والذي يعتبر الأول من نوعه في احتضان ذوي الإعاقة في قطاع غزة؛ لدمجهم ودعمهم في المجتمع وسوق العمل ويضيف خليل:” منحتني إرادة الثقة بنفسي وبحرفتي حتى أنني أصبحت فنانا ومدربا في مجالي في حرفة هي الأندر والأجمل” .

وبابتسامة طموحة رسمت على محياه معاني التميز يردف:” لم يكن يخطر ببالي أن يتم اختياري لأكون مدربا, في المشروع والذي اعتبره إنجاز أفخر به ويجعلني أشعر بالامتنان والشكر للعاملين في المشروع على الخبرة التي اكتسبتها والثقة بما لدي”.

ويطمح خليل الذي صنع لنفسه اسماً في عالم الإبداع والفن أن يحصل على تمويل يمكنه من توسيع عمله بشكل مستقل