هي فتاة مختلفة ونموذج رائع للنجاح، تميزت عن غيرها بخطواتها المتسارعة نحو النجاح، ارتقت بنفسها ورفعت سقف أحلامها بعيداً عن مصطلحات اليأس ومفردات القنوط، متعلمة ومثقفة تجلس معها فتأخذك بفكرها إلى عالم العمل والبناء والعطاء، وتضرب لك مثالاً رائعا بقوة العزيمة والصبر والتحدي، فقد أصبحت تعطي الأصحاء دروساً في الإرادة  والثقة بالنفس وصناعة الحياة، تكاد أن تنسى هي وتنسي من حولها أن لديها إعاقة بصرية نتجت عن إصابة في العين اليسرى أفقدتها الرؤية فيها، لكنها ورغم فداحة المصاب وحجم الألم لم تفقد الأمل ووقفت بعزيمة وإصرار في وجه المحنة وبدأت تصنع الحياة وتبني المستقبل، فلديها من الثقة بالنفس والثبات ما جعلها تتصدى لكل المعوقات والمحبطات وتتغلب عليها، فهي اليوم لم تعد تأبه بنظرات الناس إليها وكلماتهم الجارحة لها والتي كانت تسبب لها الحرج والحساسية وتوقعها في أزمة نفسية، أما اليوم فقد تغلبت على هذه المشكلة والتي كانت أكبر ما يؤثر فيها بفضل التحاقها ببرنامج إرادة وتطوير ذاتها فقد زرعت فيها هذه الفرصة مزيدا من الثقة بنفسها والاطمئنان والعزة.

انضمت عروبة جميل عاشور ذات ال25 ربيعا إلى برنامج إرادة عام 2012 بعد قراءتها إعلانا في إحدى الصحف خاص بالبرنامج وانخرطت في دبلوم العلوم المالية والمصرفية التابع للتعليم المستمر ببرنامج إرادة المقدم كمنحة من الحكومة التركية، ولتميزها وتفوقها قررت مؤسسة إرادة أن تضم عروبة لفريق عمل المؤسسة لتحمل مهام العمل كمساعد إداري تعمل على برنامج الأصيل وتقدم الخدمات لزملائها وأقرانها.

تشعر عروبة بالسعادة البالغة فهي اليوم تعرف إلى أين تسير وماذا ستقدم للغد، فهي ركن ذا معنى في البيت والمحيط والمجتمع والحياة، فقد أصبحت عروبة تتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة مع المجتمع وتربطها علاقات صداقة وطيدة مع زملاء العمل والمجتمع والمحيط، فكل هذه العلاقات جعل لديها الخبرة والدراية بفنون التعامل مع الجمهور وبناء العلاقات الجيدة مع من حولها.

توجه عروبة رسالة شكرها إلى كل من وقف معها وساندها ودعمها من الأهل والأقارب، وتخص برسالة شكر القائمين على برنامج إرادة والداعمين له أصحاب الفضل بهذا الإنجاز والنجاح الذي تتربع عليه، كما توجه رسالة إلى أقرانها وزملائها من الذين قست عليهم ظروف الحياة وأصابتهم بعض الإعاقات تدعوهم إلى اقتحام الحياة بقوة وتفاؤل وأمل فالمجتمع يحتاج منا أن نتقدم بخطوة لكي نجد فيه الحضن الدافئ والحب والتفاعل.

الآن عروبة على بعد شهور قليلة من الحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة تخصص المحاسبة والتي كان للدخل الوارد من التحاقها بإرادة الفضل في دفع الرسوم الدراسية وتوفير مستلزمات الدراسة.

نختم حكاية الأمل والإنجاز بما أخبرتنا بها عروبة بقولها “كل الشكر والتقدير لبرنامج إرادة الرائع وأتمني دوام التقدم والنجاح الهم وكما انا استفدت أتمنى أن يستفيد غيري، وعلى المجتمع أن يغير نظرته نحو أصحاب الإعاقات فهم جزء من المجتمع يستطيع أن يقدم وينجز ويبدع”.