عندما تقوم بزيارة برنامج إرادة ستقابل إنساناً يؤكد لك أن النجاح لا يعني أن تكون شخصاً كاملاً تمتلك المعرفة، القوة أو الصحة ولكن جلّ ما يجب أن تمتلكه هو الإرادة القوية لتحقق ما تريد.
تبدأ القصة بماجدة إحدى المتدربات الحرفيات في ورشة تنجيد الكنب في برنامج إرادة. ماجدة سيدة تبلغ من العمر 45 عاماً، هي الأكبر سناً على ما يبدو في ورشة تدريب تنجيد الأثاث. ماجدة هي إحدى ذوات الإعاقة الملتحقات ببرنامج إرادة وبالرغم من الصعوبات التي تعاني منها إلا أنها أصرت أن تكمل مسيرتها في ورشة الحرفية. ويجدر الذكر أنها منتسبة بين 16 منتسب لورشة التنجيد في البرنامج.
تتحدث ماجدة: “بالرغم من صعوبة التخصص وإعاقتنا ولكننا أثبتنا قدرتنا على النجاح والمضي قدماً في مجال يكاد يعد حكراً على الرجال . أيضاً آمل بعد إنتهاء فترة التدريب أن أفتح ورشتي الخاصة لتوفير مصدر دخل خاص لي ولأخواتي”.
حصلت ماجدة على شهادة الدبلوم من معهد فلسطين الديني وعملت في مجال التعليم في روضة من رياض الأطفال لمدة 15 سنة, تعرضت فيها للسقوط عدة مرات على ركبتيها مما أثر سلباً على حركتها وجعلها تلازم المنزل لمدة سنة ونصف حتى حصلت على مواقفة لعملية إستبدال ركبتيها بمفاصل صناعية عام 2009. وبعد عملية استبدال المفاصل تركت عملها في التعليم بسبب وضعها الصحي بعد أن أصبحت من ذوات الإعاقة.
لكن ماجدة لم تفقد الأمل فبعد ثلاث سنوات من التدريب في مراكز خاصة بذوي الإعاقة التحقت ماجدة ببرنامج إرادة وبالتحديد ورشة تنجيد الكنب. سبب اختيارها لهذه الورشة أوضحته قائلة: ” أحلم أنا وشقيقاتي أن نمتلك طقم كنب في منزلنا المتواضع, وأول شيء يلفت انتباهي عند زيارة أي منزل طقم الكنب الموجود فيه. سيكون من الرائع أن أصنع طقم الكنب الخاص بي رغم إعاقتي”.
عبّرت ماجدة عن مدى اهتمامها بمساعدة الفتيات ذوات الإعاقة ودعمهم نفسياً حيث علقت على نظرة المجتمع “لقد قابلت الكثير من الفتيات ذوات الإعاقة اللاتي يعانين من الإحباط بسبب نظرة المجتمع السلبية لهن و أود مساعدتهن”.
وتابعت “نحن لسنا ذوات إعاقة, ولكننا نمتلك القدرة في مجتمع يعتبر بحد ذاته معاق”.