“لعله خير”، تلك الجملة الفارقة في حياة الخريج بمركز إرادة ضمن مشروع التدريب المهني للأفراد ذوي الإصابات المسببة للإعاقة في قطاع غزة، الممول من مؤسسة التعاون، كانت كفيلة بأن تحوّل حياته الروتينية مع الإصابة من الألم والمستشفيات والنوم إلى شخصٍ منتج تعلّم حرفة استطاع من خلاله أن يؤمن حياته.
الخريج هشام حسن حمدان درس دبلوم هندسة التبريد والتكييف قبل اصابته، حيث برع في صيانة الثلاجات إلى حين الإصابة.
السادس من يوليو للعام المنصرم كانت النقطة الفاصلة في حياة حمدان حيث أصيب بطلقٍ ناري متفجر في قدمه على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة لتنقلب حياته بعدها رأسًا على عقب.
ذو الستة والعشرين ربيعًا استسلم وأحبط في الأيام الأولى للإصابة، “شعرت باليأس والإحباط يسيطران على حياتي، وأن محور الكون توقّف بمجرد الإصابة تنقلت خلالها بين سرير البيت والمستشفى، وفي أحد الأيام حدّثني أحد الأصدقاء عن مركز إرادة، فطلبت منه الالتحاق بالمركز، وبعد فترة وجيزة ذهبت لمقابلةٍ في المركز، لأصبح بعدها أحد المتدربين بالمركز”، حسب قوله.
ويتابع:” بعد المقابلة التحقت بتخصص صيانة الغسالات، فتعرّفت على العديد من زملاء المهنة، والمدربين المحترفين في هذا المجال، كما قدّم المركز لنا تكاليف ايجار الطريق للوصول للمركز خلال فترة التدريب، إضافة إلى أنني استطعت ملء وقت فراغي بتعلّم مهنة مفيدة”.
وللخريج هشام ثمانية من الأخوة، كان له نصيب الأسد من الدعم المعنوي والتشجيع الدائم من والدته التي لم تجزع يوم عن تقديم النصيحة له.
تعلّم حمدان أسس مهنة صيانة الغسالات الحديثة والعادية، وحصل على الخبرة في الجانب العملي لمهاراتٍ لم يكن يعلمها أو يتوقع أن يصل لهذه المرحلة من قبل، في كيفية فك وتركيب الغسالات، تغيير الصمام، وصيانة اللوحات، وغيرها من المهارات.
ويستذكر موقف أنه في ذات المرات تعطلت الغسالة في منزلهم، فقام بصيانتها بتكلفة لا تزيد عن 50 شيقل في حينٍ لو اصطحبها لأحد الفنيين لكانت أجرته ستزيد عن 200 شيقل لإصلاح الخلل.
صيانة الغسالات والثلاجات يحتاج إلى ممارسة المهنة ليصبح أكثر حرفية، وأجود أداء، يقول حمدان: “صاحب المهنة هو عبارة عن سمعة طيبة واتقانه للحرفة؛ فبذلك يزيد من عدد الزبائن وثقتهم به”.
سعادةٌ لا يسعها كون، مع ابتسامةٍ ارتسمت على محيّاه عند حديث الخريج حمدان عن حفل التخرج الذي نظمه مركز إرادة للخريجين من المشروع، كان قد أقامه المركز في قاعة المؤتمرات الكبرى في الجامعة الإسلامية في شهر يوليو المنصرم لتخريج الملتحقين بمشروع التدريب المهني للأفراد ذوي الإصابات المسببة للإعاقة.
ولم ينسَ الخريج هشام حمدان أن ينسب الفضل الأعظم بعد الله لأولي الفضل في مؤسسة التعاون ومركز إرادة الحاضنة الأساسية لأصحاب الإعاقات.
ويبذل صاحب الهمة العالية حمدان أن يمتلك مشروعه الخاص في مجالات صيانة الثلاجات والغسالات بعد معرفته بأبرز وأدق تفاصيل الحرفة.