نور شامية شاب فلسطيني لم تحرمه إعاقته من إكمال تعليمه ووصل إلى المرحلة الجامعية وحصل على شهادة صحافة وإعلام من جامعة الأقصى في العام 2016، كان لديه أمل كبير بأن حياته بعد التخرج ستكون أفضل فسيحصل على فرصة عمل ويعتمد على نفسه، ولكن الواقع لم يكن كذلك، فقلة فرص التوظيف في قطاع غزة جعلت نور ينضم إلى طابور الخريجين العالين عن العمل.
نور ذوو الخمسة والعشرون عاماً لم يستسلم للواقع، فرغماً من إعاقته الحركية الناتجة عن بتر قدمه اليسرى والظروف الصعبة في قطاع غزة، إلا أن نور كان لديه ثقة عالية بنفسه وإصرار على النجاح. يقول نور: “أنا أثق بأن لدي القدرة على النجاح بأي مجال وأثبت نفسي”، ويستكمل حديثه ” بعد أن أصبح واضحاً لي بأني لن أحصل على فرصة عمل في مجال الصحافة، بدأت أفكر بتعلم مهنة جديدة فأنا لدي حب للتعلم، وعند إعلان مركز إرادة عن فرصة تدريب في مجال صيانة الجوال والأجهزة الذكية سجلت مباشرة واجتزت المقابلة”.
منذ التحاق نور في التدريب أصبح لديه حلم بإنشاء مركز صيانة وتدريب في مجال صيانة الجوال والأجهزة الذكية، وضع الخطة لتحقيقه، فقد تميز بالتدريب وتعلم كل ما يتعلق بصيانة الجوال والأجهزة الذكية، ولم يكتف بالتدريب فقط بإرادة بل تطوع في محل صيانة في مكان سكنه بخانيونس ليكتسب مزيداً من الخبرة ويثبت نفسه ويصبح معروفاً كفني صيانة.
وخلال حديثه عن تجربته يقول نور: “لم يكن لدي خلفية سابقة عن صيانة الجوال والأجهزة الذكية، ولكني تعلمت وتفوقت بالمجال، كما أني لم أكتفي بذلك وبدأت بممارسة الصيانة في محل لأحد الأصدقاء، ومع مرور الأيام أصبح صاحب المحل يعتمد علي بشكل كبير، وجميع أعمال الصيانة التي أقوم بها يكون الزبائن راضيين عنها”.
ويذكر نور وهو مبتسم أحد المواقف التي حدثت معه أثناء التدريب فيقول “أحضر أحد الزملاء جهاز جوال بشار حديث ليستشير المدرب في مشكلته وهي توقف الشاشة عن العمل بالرغم من تغيير الشاشة القديمة، وكان الطرح بتغيير الشاشة مرة أخرى، ولكني لاحظت بأن الشاشة تعرض خطوط لذا فكرت بأن المشكلة ليست بالشاشة فهي تعرض، وقد تكون المشكلة في السوكيت، وبالفعل قمت بتتبع العطل ووجدت بأن السوكيت بها مشكلة وقمت بإصلاحها، واشتغلت الشاشة دون تغييرها. وأشاد المدرب بمهارتي أمام المتدربين، وهذا أشعرني بالفخر والسعادة لكوني وصلت لمرحلة ممتازة في فهم عمل الجوال والأجهزة الذكية مما يمكنني على تتبع الأعطال ووضع الاحتمالات”.
التدريب المهني كان الخطوة الأولى لنور شامية اتجاه حلم جديد، وقد أتيحت له هذه الفرصة ضمن مشروع “تشغيل النساء والشباب في قطاع غزة” والذي ينفذه مركز إرادة للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون وبإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP/PAPP .